( وعد الله ) // بقلم الشاعر المبدع: د غياث حمدي كركة سورية

(وعد الله)

اللهُ للوِلدانِ كيف تشيبُ
من هولِ فاجعةِ الزّمانِ ضُروبُ
غدرَتْ بهمْ إخوانُهمْ أهلوهُمُ
وتناهبتْهُمْ في العراءِ خطوبُ
الطّفلُ يرجُفُ في الرّكام ويصطلي
نارَ الأعادي أين منها هروبُ
والبنتُ تصرخُ أين راحَ نصيرُها
لم يبقَ أهلٌ حولَها وقريبُ
الأمُّ أشلاءٌ تحيطُ بِوُلْدِها
وتحنُّ لكنْ للدّماءِ لهيبُ
والإخوةُ الأعداءُ ينظرُ بعضُهمْ
قد آلمَتْنا يا رفاقُ كُروبُ
ما هذه الحربُ المشينةُ إنّنا
لا نرتضيها بل نُدينُ نَعيبُ
ولسانُ حالِهِمُ يبوحُ بصمتِهمْ
إنّا لِقاتِلِكُمْ غداً سنُثِيبُ
فلقدْ أرقْتُمْ نومَنا وهناءَنا
يا أهلَ غ زّ ةَ ماهوَ المطلوبُ
أفما علمْتُمْ يا حُثالةَ شعبِنا
بعدَ الفظائعِ ماهوَ المطلوبُ
أمْ أعمَتِ الأبصارَ بعضُ بهارجٍ
ورواقصٌ من حولِكُمْ وعَروبُ
صمتٌ خؤونٌ غادرٌ لكنّها
ستدورُ دائرةُ الزّمانِ تؤوبُ
وسيعلمُ الخوّانُ أنّ مصيرَهُ
ذلٌّ وتحتَ مداسِهمْ سيغيبُ
الأرضُ ثارَتْ والدّماءُ تفجّرَتْ
طوفانُ غ زّ ة رائعٌ ورهيبُ
واللهُ واعدُها بنصرٍ مُؤزرٍ
صبرٌ جميلٌ للرّياحِ هبوبُ

د غياث حمدي كركة
سورية دمشق

اكتب تعليقًا