لا تكتب! تتعب فقط ! : بقلم الاديب : عبدالعزيز عميمر

لا تكتب! تتعب فقط ! :

لمن تكتب ؟ والقارئ غير موجود ! لا ينتبه! ويمرّ مسرعا،وأحيانا يقرأ ،لكن لا يترك أثرا،إن فعل يشعر بأنه أعطى قيمة للكاتب ،ومراده أن يبقى الكاتب يابسا على الرصيف يمدّ يده يتسوّل ، من فضلكم صدقة ،انظروا ! طالعوا
حروفي ! اقرأوا ،صدقة على الوالدين ،هاكم نصوصي ،المهمّ طالعوها ! دون مقابل ،انا اعطيكم المقابل ،من فضلكم لا تتركوا حروفي يابسة ،ناظرة،متسوّلة،تعبت من الانتظار !
حتى القلم ثار عليّ ولامني ،هو يتعب بلا فائدة،والناس لا تقرأ ،ولا تعجب بالحروف ،او لا تلومها! او تنتقد، أو تقدّم رأيا،أو تسدي نصيحة،او تبيّن خطأ .
القليل من يضع إعجابا ويشكر ،ولكن لا يقرأ،يرى ذلك إزعاجا!
ولصدّ اللاّئمة يكتب إعجابا، نوع آخر يكتب تعليقا ،ويكرٌره مع كل النصوص،في الأول حسبت الأمر خاص بنصوصي،وراقبت فرأيت نفس الجملة تقدّم للآخرين،لايريد التعب ،والتعليق موجود مسبقا،فلماذا يتعب ،لكن أحيانا يخطئ ،فيكتب : قصيدة جميلة….بينما هي قصّة قصيرة!
والبعض يردّ بتعليق : اتمنى لك العافية وأن يحفظك الله ،وأتمنى لك الشفاء ،ولم أكن مريضا ،فانا بخير! وتفطنت لأن النصّ الذي كتبته حزينا جدا يذكر مأساة وعذاب الإنسان،فاضطررت أن أجيب : لا تقلق أنا بخير و الحمد لله ،
والآخر يقول : صبرا جميلا صديقي ،هي محنة وتزول ،لا يبقى الفقر وستجد الأكل و اللباس والدنيا بخير،والناس أهل معروف ….لأن القصة كانت تحكي حياة فقير …..
الأدب ليس نشرة اخبار، و الكاتب ليس مذيعا ،ولا يقوم بعملية إشهار ….
هو بخير وله المال والدولار ،لان قصته تحكي في بعض فصولها عن وليمة ،فأصبح الكاتب غنيا يبذّر المال والمصروف الزائد ،ويدّعي الفقر والحرمان…
نصوصك تفهم وتترجم حسب نفسية كل واحد ،وحسب مساره،وقيّمه ومبادئه في الحياة ،وحسب وضعيته ودرجته في سلّم الحياة،كل واحد يرى نفسه في نصوصك لكن ليس بالضرورة مثلما يتصوّر الكاتب….
هذه خاطرة ،ألحت عليّ وقالت اكتبني فكتبتها،حتى تبتعد
عنّي وتتركني،الوقت متأخر من الليل والناس نيام،وخفت أن تصيح هذه الخاطرة بأعلى صوتها في جوف الليل،فيفزع الجيران،لذا قمت بسرعة وكتبتها،واطفأت المصباح ونمت نومة أهل الكهف . عبد العزيز عميمر

اكتب تعليقًا