نصيحة اليوم // بقلم الشاعر المبدع: فؤاد زاديكى

نَصِيحَةُ اليومِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

أسَنَّ القلبُ قبلَ الجسمِ، قُلْ لِي … أهَلْ مِنْ حِيلَةٍ، تأتِي بِحَلِّ؟

ذَكَرتُ النّاسَ و الأحوالَ منها … أمَا لِلْعُمرِ مِنْ إيفاءِ ظِلِّ؟

على كلِّ المَرَاسِي، عِشتُ شَهْمًا … أُحِبُّ الكلَّ، ما مَسعًى لِغِلِّ

فَلِي فَضْلٌ على بَعضٍ، و بَعضٌ … لَهم فَضْلٌ على غيرِي بِمِثْلِ

نَحَرتُ الكُرهَ، لم أصحَبْ أذاهُ … فَبَيتُ العِزِّ لم يُتْرَكْ لِذُلِّ

و حَسبِي أنّنِي أدركتُ نفسِي … بِما بِالنَّفسِ مِنْ جُزءٍ و كُلِّ

حَمَلتُ الفخرَ عُنوانًا كريمًا … فلَم أطْعَنْ، و لَم أغدُرْ بِوَصْلِ

خِصالُ الخيرِ كانتْ مِنْ عطائِي … شُمُوخَ الحُبِّ بالإنسانِ أُعْلِي

شَدَدْتُ العَزمَ بأسًا دُونَ بُؤسٍ … ولَم أطمَعْ بِمالِ المُستَغِلِّ

لِسانِي لم يَكُنْ يومًا سَلِيطًا … بدونِ الحقِّ في رَدْعٍ لِجَهْلِ

بِحَزمٍ مَركَبِي بِالبَحرِ يَجرِي … بِلا عَجْزٍ، و لا إبطاءِ فِعْلِ

أسَنَّ القلبُ، لكنّي نَشيطٌ … و هذِي حِيلَتِي، كارِي و شُغْلِي

أصُونُ النّفسَ في وعيٍ رشيدٍ … و نُطْقُ العقلِ في نُبْلٍ و فَضْلِ

عَلَا شأنِي،فإبحارِي رَشيقٌ … جِبالٌ رَاسِيَاتٌ عندَ أصْلِ

أنا بِالمَنطِقِ المَحسُوسِ شخصٌ … كريمٌ و المَدَى يجرِي بِسَهْلِ

أنا بالأصغَرَينِ بَلَغتُ شأوًا … بلاغُ المنطقِ الصًّوَّابِ يُمْلِي

إذا ما استَوجبَ الحِلمُ اقتِدَارُا … تَرى في مَجلِسِي إكرَامَ خِلِّ

فلم يَدخُلْ حَرَامٌ بابَ بَيتِي … و زُوَّارِي على سَهْلٍ و مَهْلِ

فمَا زَكَّيتُ نفسِي عندَ قَولٍ … بَلِ الأصحابُ، إذ حَكَّمتُ عَقْلِي

أحِبُّ النّاسَ, جَوَّادٌ كريمٌ … أصيلُ النّفسِ، حُرٌّ، حينَ يُدْلِي

بِتَصرِيحٍ، بهِ نَقدٌ سليمٌ … لِمَا بِالحَالِ مِن سُوءٍ و عُطْلِ

و خيرُ الموتِ عندَ الحقِّ يَبقَى … ذَلِيلُ النّفسِ مَمقُوتٌ كَنَذْلِ

اكتب تعليقًا